الرقص الحساني:
أما على مستوى الفنون الأدائية ذات المنحى الإيقاعي، فقد شغل كل من الرقص والموسيقى اهتمام المجتمع الحساني سواء في المناسبات الاجتماعية أو في الاحتفالات العائلية كالأعراس والولادة والختان (اطهارة) وغيرها..
الرقص (أو الركيص، كما هو شائع عند الحسانيين) لا يقتصر على النساء فقط، بل إن للرجال رقصهم الخاص بهم، والذي يقترب أو يبتعد من رقص النساء. فالرقص لدى الرجال أكثر حركية، وهو مقتصر في كثير من الأحيان على الشباب. ومن الرقصات الرجالية، نذكر: (كيرة) التي يؤديها رجلان في الوضع بالاقتصار فقط على تحريك الأرجل، وذلك على إيقاعات رياضية منسجمة مع نغمات الموسيقى، وفيها يردد المغني: "سيرأما.. سير أردح
كما أن هناك من الرجال من يؤدي رقصات نسائية دون تحريك اليدين مع الاكتفاء بتحريك جوانب (أكمام) الدراعة نحو كل الاتجاهات.
أما في الرقص النسائي، فنجد بأن الكبيرات في السن يرقصن وهن يضعن اللحاف على وجوههن ويكتفين فقط بحركات اليدين، وذلك على إيقاع موسيقى بطيئة وهادئة وخالية من الصخب لكنها ممتزجة بتصفيقات الحاضرين تبعا للإيقاع، وهذا النوع من الرقص آخر يسمى: "الشرعة" يختلف عن الصنف الأول، إذ أن حركة اليدين فيه تتم بكيفية أكثر سرعة. بخلاف رقص الفتيات (الطافيلات) الذي يتميز بالتنوع والجمع بين الخفة /السرعة والبطء/الهدوء، وهو أصناف كثيرة منها: كمبة بي بي (رقص حركي شديد)،ولعجام وهو رقص هادئ يعتمد بالأساس على تحريك الكتفين والخصر وتتسم أنغامه بالعذوبة والجمال.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك رقصة الكدرة وفيها يكون الرقص من اختصاص الفتيات والنساء المطلقات (وفي حالات نادرة المتزوجات منهن، لكن دون أن يكشفن عن جوانب من أجسادهن)اللواتي تتكلف بإحضارهن وصيفة (خادم أو معلمة) بعد تهيئهن وتوصيتهن بعدم فتح الأعين سوى وفق القدر اللازم الذي يمكنهن من رؤية ما بحولهن.. فضلا عن تحريك الأصابع انسجاما مع حركات الأذرع والتلويح بالأظافر وغير ذلك..