تعتبر أول خلية و وحدة اجتماعية يمكن مصادفتها لدى المجتمع الصحراوي، فهي لا تعتبر فقط وحدة مجاليه مكانية بل تؤخذ ضمن إطار مجموعة العلاقات التي تجمع عدة أفراد داخل أسرة واحدة. فيقول الإنسان الصحراوي '' خيمة فلان '' بمعني عائلة فلان.
فالخيمة هنا هي مجموع العلاقات الملموسة في إطار الأسرة، و هي اسم مستعار من المسكن اادي يصنعه الإنسان الصحراوي من وبر الإبل و شعر الغنم بطريقة تقليدية، و علي شكل شرائط تسمي محليا: '' افليج'' و تتكون من 7 إلي 10 أشرطة، يتم جمعها و خياطتها بواسطة إبرة كبيرة " مخيط"،و خيط من نفس جنس الخيمة "خيط النيرة"، و يصل طول كل شريط ما بين 14 و 16 ذراعا و عرضه ما بين ذراع و نصف و ذراعين.
يتم رفع الخيمة بواسطة عمودين " اركايز" ، يوضعان علي شكل معاكس،و يشد هدين العمودين بعضهما مع بعض بحبل يسمى " الحمار"، وينم تثبيت الخيمة مع الأرض بواسطة أوتاد تسمى "اخوالف"، و ينم إحاطتها بشكل دائري بواسطة "الكفى" ، كما يتم تقسيم الخيمة إلى قسمين بواسطة "البنية" قسم خاص بالرجال و آخر للنساء، و قد جرت العادة على فتح باب الخيمة على جهة الجنوب " الكبلة".
وبالنسبة لهذا المفهوم " الكبلة " له مدلول جغرافي ، ولكنه في نفس الوقت له محاميل اقتصادية وسياسية وثفافية واجتماعية ، وهو أيضا مفهوم حضاري . فالمفهوم يطلق على منطقة يحدها المحيط الأطلسي غربا ، ونهر السينغال جنوبا ، وأفطوط الشرقي شرقا. أما حدودها شمالا فيتعذر تحديدها لاطراد ظاهرة التصحر واضطراب العوامل الطبيعية .